فن الحيـاة الزوجيـة في حاجة لمعهد متخصصالأسباب المختبئة وراء فشل الحياة الزوجية لحديثي الزواج تحتاج إلي كشف المشكلة, جذورها وفروعها.. فاليوم الزوجان يعصفان بحياتهما ويفشلان في جمع شظايا الوصال بينهما علي اول قارعة فجوة, فلا صبر او تسامح.. بل ندية جاهلة مما يحتاج إلي معاهد ودورات تدريبية للشباب والشابات لتعليمهم فن الحياة الزوجية الذي اول خطوط ابداعه المودة والرحمة.. خاصة بعد ان أكدت احصاءات المركز القومي للبحوث الاجتماعية زيادة نسب الطلاق في السنوات العشر الاخيرة.
من اجل قطع الصمت المتعمد للسؤال الذي يتردد في اذهان الكثيرين لماذا يحدث الطلاق؟
كان لنا لقاء مع الدكتورة سامية خضر رئيس قسم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس. حيث تقول: ان نظام الحياة السريع لايعطي اي مجال للمشاعر الإنسانية.. فلا توجد الأسرة التي تعلم الأبناء القيم, فالكل شغلته الاموال وجمعها تحت ادعاء تأمين الأبناء الذين هم اكثر احتياجا لفهم معني المسئولية والحقوق والواجبات.. فالابنة التي منحت حق التعليم والخروج للعمل لم تتعلم إلا فن اللبس والماكياج ولم تتدرب علي تنظيم المنزل و طهي الطعام لان الاهتمامات اختلفت من زمن الجدة للام للابنة والعالم تغير فالمدللة عندما تتزوج يصدمها ان تكلف بالقيام باعباء المنزل وتنشأ الخلافات.. والزوج الذي تعود من امه الرعاية وتنظيم اموره ولايجد ذلك في الزوجة يصيبه التوتر, اضافة الي ان ارتفاع سن الزواج الي28 سنة او اكثر للبنت اعطاها استقلالية في التصرف والفكر فيحدث الانهيار امام الزوج الذي يسأل عن كل شيء بلا إجابات ترضي رجولته فيعلو الصوت وتتولد المشكلات.
ثقافة الحياة مفقودة
الزواج ليس حالة تحطيب لابراز الأقوي فهل لقانون الخلع معني عند الخلافات الزوجية ؟
تقول د. سامية: لاشك انه سلاح ذو حدين وإباحته عند استحالة العشرة لضرب الزوج للزوجة او اهانتها او لحدوث مشاكل يفشل في حلها الطرفان مهم, لكن ان تستند اليه المرأة منذ بداية الزواج فهو خطأ فالمشاكل الناتجة من الطلاق عند وجود أطفال صغار تولد مجتمعا مريضا بأمراض اجتماعية عديدة كالصراع والعنف واللامبالاة والاستهتار. كما ان بعض الشباب من المتزوجين حديثا تعود الاخذ دون العطاء ولم يتعلم المسئولية فيترك كل الاعباء علي الزوجة مما يسبب الفجوة بينهما علما بان في الغرب المسئولية مشتركة في كل امور الحياة الزوجية والادوار مقسمة بفن لذلك فإن وجود معاهد لتعليم الشباب فن الحياة الزوجية أصبح من الامور الضرورية اليوم حتي نتجنب تلك المشكلة التي تؤرق البيوت المصرية والتي لم نسمع بها إلا اخيرا, والاعلام عليه التركيز علي النموذج والقدوة في العلاقة بين الزوجين من خلال الدراما لتكون هناك ثقافة الحياة المتمثلة في حسن العشرة والاحترام والتحمل والأدب.
الجهل بقدسية الزواج
وعن حدود العلاقة بين الزوجين كما رسمها الإسلام لنجاح الزواج يوضح الدكتور شوقي الساهي الأستاذ بجامعة الأزهر ومستشار العلاقات الزوجية.. ان هناك خللا في العلاقات البشرية بصفة عامة تأثر به المقدمون علي الزواج, فالجهل بقدسية الزواج وغياب الوازع الديني له عظيم الأثر في تفكك اقوي صلة, فالشريعة اوصت بالمساواة في الحقوق والواجبات بين الزوجين وحين قال تعالي( وللرجال عليهن درجة)
انما قصد درجة نظامية تفرضها مصلحة الأسرة لتنظيم مسيرتها وأن سبب القوامة ان طبيعة عمل الرجل تفرض عليه السعي في خارج المنزل للإنفاق علي الأسرة مما يكسب الرجل ميزات كثيرة منها اتخاذ القرار إذا كانت الزوجة في بعض الأحيان تتقاضي راتبا يفوق الرجل فهذا لايعطيها حق السيطرة والتعالي لان الحياة مشاركة طالما رغبت في العمل.. واكد الاسلام انه ليس هناك انسان كامل ولا هناك حياة سعيدة بشكل كلي ففيها المنغصات والمشكلات التي تخففها حسن المعاشرة بالمعروف فقد اوصي الرسول بذلك في قوله صلي الله عليه وسلم( لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها اخر) والزوجان عليهما ادراك ان الزواج فيض من الرحمة..
فلا غيرة من ام الزوج أو قطيعة لأهلة أو تقليل من شأنهم وكذلك علي الزوج فهم ارتباط الزوجة بأمها واهلها فيكون الاحترام والود لهم. لذلك لابد من معرفة الشباب تعاليم وحدود العلاقة الزوجية قبل الاقدام علي الزواج لضمان تأسيس أسرة صحيحة.
قناع فترة الخطوبة
خبير في مسائل الزواج يستطيع ان يعرف بدقة كيف تكون الحياة بعد الزواج وهو المستشار الدكتور كليفورد أدفر مدير مكتب الاستشارات الزوجية بمركز التعليم النفساني التابع لكلية ولاية بنسلفانيا الذي اجتهد بنفسه مع3000 زوج من الشبان والشابات ليجنبهم الاخطار التي قد تعصف بحياتهم فحدد مجموعة من الخصال المتشابهة التي يجب ان تكون بين الراغبين في الارتباط مثل ان يكونا من بيئة واحدة ووسط اجتماعي مماثل ودين واحد. وإدراك لمعني الصداقة واحترام اصدقاء الطرفين.. والتشابه في انواع الرياضة المحببة لهما.. الاهتمام بعمل كل منهما دون تهييف لعمل الآخر. الاستعداد للمشاركة في اعمال المنزل.. إجراء اختبارات للصوت والتدريب علي خفض النبرة عند الجدال.. أسلوب الحوار وكيف يكون ومتي يكون الصمت.. كيفية مواجهة اخطاء أحد الزوجين ومعاملة الزوج الأناني والمتهور والغيور وكيف يمكن للزوج مقابلة سيطرة زوجته بالود والتجاهل احيانا.
ضمن أدمز كل تجاربة مع الشباب المقبل علي الزواج في كتاب بعنوان كيف تختار رفيقا؟ ونصح الطرفين بالصبر ثم الصبر لأنه اول خطوط الابداع في فن الحياة الزوجية, وأشار في كتابه ان فترة الخطوبة هي قناع له بريقه يتضح ماخلفه بعد الزواج وحذر من ارتدائه لان مايستتر اليوم سرعان مايظهر غدا.
