القصة صغتها منذ زمن طويل .. أكثر من ثلاث سنوات ..
:::
ياقطاراً ملّت خطاي خطاي من الجري خلفه .. أما آن لك أن تقف !!
مللت من الركض بجانب سكك الحديدية .. عانيت كثيراً بسبب الوقوف في محطّاتك !!
أخفت وجهها بين كفيها وهي تصرخ :
أين هو ؟
لماذا لم يعد ؟
صمتت على صوت يقول : مابكِ ؟
أزاحت كفيها ونظرت .. شاب في الخامسة والعشرين من عمره .. وسيم .. ليس بالطويل ولا بالقصير ..
جلس بجانبها وهو يمدّ لها بعضاّ من المحارم ... مسحت بها دموعها وشكرته ..
قال وهو ينظر إلى عينيها : عيناكِ جميلتان .. لا تستحقان منكِ أن تؤذيهما بالدموع ..
صمتت برهة ثم نطقت : هل تعمل هنا ؟
هو : نعم .. أقطع تذاكر للمسافرين ... إستدارت نحوه بسرعة قائلة : وهل قطعت تذكرة لـ : عمّار صفوان ؟
إبتسم وقال : وهل تظنين أنني أحتفظ بأسماء المسافرين في ذاكرتي ؟!!
هي مسجلة لدي في الداخل .. متى سافر هذا الشخص ؟
هي : منذ ثلاث سنوات .
هو : أوه .. آسف .. أنا إستلمت العمل من شهرين فقط ، ولكن .. إذا كان قد سافر منذ ثلاث سنوات لماذا تبحثين عن تاريخ سفره وأنتِ تعلمين ؟
قالت بصوت مرتفع : أنا لا أعرف شيئاً .. لا أعرف !!
عندها سمعا صوتاً ينادي : سامر .. سامر .. هناك مسافر يريد تذكرة ..
وقف قائلاً : لا تذهبي .. أنا عائد إليكِ ..
وبعد دقائق عاد .. وجلس بجانبها .. فقالت له في إبتسامة هادئة : اسمك سامر ؟
سامر : نعم .
هي : كان لي أخ اسمه سامر ..
ضحك قائلاً : كان .. لماذا ؟ هل تبرئتي من إخوته ؟
هي : سامحك الله .. لقد توفي وعمره سنتان .
سامر : آسف .. حقاً آسف .. تمنيت يوماً أن لا أبدو بهذه السخافة ....
قاطعته قائلة : لا أعرف .. أشعر وأنا أتحدث إليك أنني أعرفك منذ زمن بعيد .
سامر : شكراً .. لم تعرفيني على اسمك بعد ؟
هي : دنيا ..
سامر : هل تدرسين ؟
دنيا : تبقى لي سنة واحدة وأنهي دراستي الجامعية ..
سامر بتأمل : الجامعة .. كانت حلمي !
دنيا : الجامعة ليست شيئاً كبيراً كي تكون حلم !
سامر : على شخص مثلي بلى .. كان حلمي أن أدرس الطب وأكون جراحاً ماهراً .. لكن ..
دنيا : ماالذي منعك من الإلتحاق بالجامعة ؟
سامر : الظروف .. الظروف يادنيا تجعل الانسان يعجز عن تحقيق أي حلم أو هدف .. أنا يتيم وليس لي معين فكيف أدرس وأتعلم ؟!!
دنيا : مهما تكن الظروف لا يصل بك الحال أن تكون بائع تذاكر ولا تكمل تعليمك ..
قال بلهجة غاضبة : الظروف التي جعلتني بائع تذاكر هي نفس الظروف التي جعلتك تأتين كل أسبوع لتبحثي عن عمار .. كنت أراك هنا ..
حدّقت في الأرض وكأنها تذكرت مالم تنسى ..
آسف .. لم أكن أقصد ..
دنيا : بل أنا من يجب أن تعتذر ..
هل تستطيع أن تبحث لي عن اسم عمار في سجلات المسافرين ؟
سامر : مع أنني لا أعرف سبب إصرارك لكني سأبحث .
وهي تقف حالمة حقيبتها : ألا تستطيع أن تخبرني غداً ؟
سامر بتعجب : غداً .. لماذا كل هذه العجلة ؟
دنيا : أرجوك !
سامر : سأحاول ..
شقّت طريقها بحزن وألم .. أما هو فظل يراقبها حتى دخلت بين الزحام وإختفت ..
اتجه سامر نحو المكتب .. وقع في خانة الإنصراف ، ثم سأل العجوز الذي مافتأ يعدّ مافي جيبه من نقود :
هل تؤمن بالحب من أول نظرة ؟
:::
:::
ياقطاراً ملّت خطاي خطاي من الجري خلفه .. أما آن لك أن تقف !!
مللت من الركض بجانب سكك الحديدية .. عانيت كثيراً بسبب الوقوف في محطّاتك !!
أخفت وجهها بين كفيها وهي تصرخ :
أين هو ؟
لماذا لم يعد ؟
صمتت على صوت يقول : مابكِ ؟
أزاحت كفيها ونظرت .. شاب في الخامسة والعشرين من عمره .. وسيم .. ليس بالطويل ولا بالقصير ..
جلس بجانبها وهو يمدّ لها بعضاّ من المحارم ... مسحت بها دموعها وشكرته ..
قال وهو ينظر إلى عينيها : عيناكِ جميلتان .. لا تستحقان منكِ أن تؤذيهما بالدموع ..
صمتت برهة ثم نطقت : هل تعمل هنا ؟
هو : نعم .. أقطع تذاكر للمسافرين ... إستدارت نحوه بسرعة قائلة : وهل قطعت تذكرة لـ : عمّار صفوان ؟
إبتسم وقال : وهل تظنين أنني أحتفظ بأسماء المسافرين في ذاكرتي ؟!!
هي مسجلة لدي في الداخل .. متى سافر هذا الشخص ؟
هي : منذ ثلاث سنوات .
هو : أوه .. آسف .. أنا إستلمت العمل من شهرين فقط ، ولكن .. إذا كان قد سافر منذ ثلاث سنوات لماذا تبحثين عن تاريخ سفره وأنتِ تعلمين ؟
قالت بصوت مرتفع : أنا لا أعرف شيئاً .. لا أعرف !!
عندها سمعا صوتاً ينادي : سامر .. سامر .. هناك مسافر يريد تذكرة ..
وقف قائلاً : لا تذهبي .. أنا عائد إليكِ ..
وبعد دقائق عاد .. وجلس بجانبها .. فقالت له في إبتسامة هادئة : اسمك سامر ؟
سامر : نعم .
هي : كان لي أخ اسمه سامر ..
ضحك قائلاً : كان .. لماذا ؟ هل تبرئتي من إخوته ؟
هي : سامحك الله .. لقد توفي وعمره سنتان .
سامر : آسف .. حقاً آسف .. تمنيت يوماً أن لا أبدو بهذه السخافة ....
قاطعته قائلة : لا أعرف .. أشعر وأنا أتحدث إليك أنني أعرفك منذ زمن بعيد .
سامر : شكراً .. لم تعرفيني على اسمك بعد ؟
هي : دنيا ..
سامر : هل تدرسين ؟
دنيا : تبقى لي سنة واحدة وأنهي دراستي الجامعية ..
سامر بتأمل : الجامعة .. كانت حلمي !
دنيا : الجامعة ليست شيئاً كبيراً كي تكون حلم !
سامر : على شخص مثلي بلى .. كان حلمي أن أدرس الطب وأكون جراحاً ماهراً .. لكن ..
دنيا : ماالذي منعك من الإلتحاق بالجامعة ؟
سامر : الظروف .. الظروف يادنيا تجعل الانسان يعجز عن تحقيق أي حلم أو هدف .. أنا يتيم وليس لي معين فكيف أدرس وأتعلم ؟!!
دنيا : مهما تكن الظروف لا يصل بك الحال أن تكون بائع تذاكر ولا تكمل تعليمك ..
قال بلهجة غاضبة : الظروف التي جعلتني بائع تذاكر هي نفس الظروف التي جعلتك تأتين كل أسبوع لتبحثي عن عمار .. كنت أراك هنا ..
حدّقت في الأرض وكأنها تذكرت مالم تنسى ..
آسف .. لم أكن أقصد ..
دنيا : بل أنا من يجب أن تعتذر ..
هل تستطيع أن تبحث لي عن اسم عمار في سجلات المسافرين ؟
سامر : مع أنني لا أعرف سبب إصرارك لكني سأبحث .
وهي تقف حالمة حقيبتها : ألا تستطيع أن تخبرني غداً ؟
سامر بتعجب : غداً .. لماذا كل هذه العجلة ؟
دنيا : أرجوك !
سامر : سأحاول ..
شقّت طريقها بحزن وألم .. أما هو فظل يراقبها حتى دخلت بين الزحام وإختفت ..
اتجه سامر نحو المكتب .. وقع في خانة الإنصراف ، ثم سأل العجوز الذي مافتأ يعدّ مافي جيبه من نقود :
هل تؤمن بالحب من أول نظرة ؟
:::